الأربعاء، 25 سبتمبر 2019

مشروع الوحدة الأولى القيم الإسلامية

جميع رسل الله -تعالى- وأنبيائه -عليهم السّلام- رجال وليس فيهم ملَك مُنزَّل من السماء، فرُسُل الله وأنبياؤه -عليهم السلام- بلا استثناء مُجتبون من عند الله تعالى، واختارهم دون سائر البشر لإيصال رسالة منه، واختصَّهم بالرسالة عن غيرهم، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)،[٥] كما جاء في وصف بعض أنبياء الله واصطفاء الله لهم وتمييزه لهم عن خلقه؛ قوله تعالى: (إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ).[٦] أنبياء الله ورُسُله -عليهم السّلام- هم أفضل خلق الله وأكثرهم عِلماً، وهم كذلك أقواهم إيماناً بالله وأكثرهم عبادةً له، وأحسن الناس أخلاقاً وتواضعاً، قال الله -تعالى- في وصف أخلاق نبيّ الله محمّد صلّى الله عليه وسلّم: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).[٧] رُسل الله وأنبياؤه -عليهم السّلام- جميعهم من البشر، وتصدُق عليهم جميع الصفات التي يتَّصف بها البشر، وتصدُق عليهم جميع الأحوال التي تعتري سائر البشر من الأكل، والشرب، والنّسيان، والنوم، والمرض، والموت، فهذه الخصائص يشترك بها البشر جميعاً، ولا يملكون دفع شيءٍ من المرض، أو النسيان، أو الحاجة إلى الطعام والشراب عن أنفسهم، فليسوا ملائكةً لا يأكلون ولا يشربون، وليسوا آلهةً يملكون دفع الضّرّ عن أنفسهم، وهم كذلك لا يعلمون الغيب أو شيئاً منه إلّا إن أطلعهم الله -تعالى- عليه، وليس بأيديهم جلب النفع لأحدٍ من الناس، قال الله -تعالى- على لسان أنبيائه: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَس

(ميار فايز الزهراني)١-١