يُعرّف تلوث الماء بأنّه إضافة مواد دخيلة إلى البيئة والتي لا تنتمي إليها بالأساس، أمّا تلوّث الماء فعادة ما يعني تراكُم مادةٍ أو أكثر في مياه المسطحات المائية المختلفة كالمحيطات أو الأنهار أو البحار، مما يسبّب دماراً ومشاكل للثروة الحيوانية وللبشر، وقد عرّف تقرير هيئة الأمم المتحدة عام 1969م تلوّث المحيطات بأنّه: (إدخال مواد أو طاقةٍ في البيئة البحرية (بما في ذلك مصبات الأنهار)، بصورةٍ مباشرةٍ أو غير مباشرةٍ؛ عن طريق أنشطة الإنسان، ممّا يؤدّي إلى إحداث آثارٍ ضارةٍ، مثل الضرر الذي يلحق بالموارد الحية، والمخاطر التي تلحق بصحة الإنسان، وكذلك إعاقة الأنشطة البحرية؛ مثل صيد الأسماك، ممّا يؤدي إلى انخفاض جودة استخدام مياه البحر والحد من وسائل الراحة).[١] يمكن للمحيطات والبحيرات والأنهار والمياه الداخلية الأخرى أن تنظّف كميةً معينةً من الملوّثات بشكلٍ طبيعيٍ عن طريق تفريغها بشكلٍ غير مؤذٍ في أماكن معينة، فمثلاً إذا تمّ سكب كوبٍ من الحبر الأسود في نهر، فإنّ الحبر سيختفي بسرعة؛ وذلك لأنّ حجم النهر كبير جداً مقارنة مع كمية الحبر المسكوبة بتركيز قليل، مع العلم أنّ الحبر لا يزال في النهر؛ لكن عند وجود مثل هذا التركيز المنخفض فلن تتم ملاحظة المادة المسكوبة، وبالتالي فإنّ مثل هذه المستويات المنخفضة من المواد الكيميائية في الحبر لن تُنتِج أيّ مشكلةٍ حقيقية، لكن عند سكب جالون من الحبر في نهرٍ كل بضع ثوانٍ بواسطة أنبوب، فإنّ النهر سيتحوّل بسرعةٍ إلى اللون الأسود، وبالتالي فإنّ المواد الكيميائية في الحبر يمكن أن يكون لها تأثيرٌ سريعٌ جداً على نوعية المياه، وهذا بدوره يمكن أن يؤثّر على صحة جميع النباتات والحيوانات والبشر الذين تعتمد حياتهم على هذا النهر، وبناءً على ما سبق، فإنّ تلوث المياه يعتمد على كمية المواد المطروحة في النهر وكمية المياه الموجود في ذلك النهر.[١] أنواع التلوث المائي ينقسم التلوث المائي إلى عدة أنواع، وهي كما يأتي:[٢] مياه المجاري: تتلوث مياه المجاري بالصابون، والمنظفات الصناعية، وبعض أنواع البكتيريا، والميكروبات الضارة، وعندما تنتقل مياه المجاري إلى البحيرات والأنهار، فإنّها تؤدّي إلى تلوثها هي الأخرى. المخلفات الصناعية: (وتشمل مخلّفات المصانع الغذائية، والكيميائية، والألياف الصناعية، والتي تؤدّي إلى تلوث الماء بالدهون، والبكتيريا، والأحماض، والقلويّات، والأصباغ، والنفط، ومركبات البترول، والكيماويات، والأملاح السامة؛ كأملاح الزئبق، والزرنيخ، وأملاح المعادن الثقيلة؛ كالرصاص والكادميوم). المفاعلات النووية: يُسبّب المفاعل النووي تلوّثاً حرارياً للماء؛ ممّا يؤثر تأثيراً ضاراً على البيئة وعلى حياة الكائنات الحية فيها، كما من الممكن أن يُحدِث تلوّثاً إشعاعيّاً لأجيالٍ لاحقةٍ من البشر وبقية الكائنات. المبيدات الحشرية: وهي المبيدات التي تُرَشّ على المحاصيل الزراعية لتخليصها من الحشرات، أو الأعشاب الضارة، وقد يتسرّب بعض هذه المبيدات إلى مياه الصرف الصحي من خلال المصارف، كذلك تتلوّث مياه التُّرع والقنوات بسبب غسل معدات الرش فيها؛ ممّا يؤدّي إلى قتل الأسماك والكائنات البحرية، كما يؤدي إلى موت الحيوانات والماشية التي قد تشرب من المياه الملوّثة بالمبيدات، ومن الأمثلة على تسرب المبيدات الحشرية إلى قنوات المياه المأساة التي حدثت في العراق بين عامي 1971م و1972م؛ حينَ استُخدِم نوعٌ من المبيدات الحشرية يحتوي على الزئبق؛ ممّا أدى إلى دخول 6000 شخص إلى المستشفيات؛ حيثُ لقي 500 شخص منهم حتفَهم. التلوث الناتج عن تسرب البترول: ينتج هذا التلوث بسبب تسرب البترول أو أحد مشتقاته إلى مياه البحار والمحيطات؛ نتيجةً لحوادث غرق الناقلات التي تتكرّر سنوياً، أو نتيجةً لتنظيف هذه الناقلات لخزّاناتها وغسلها، ثم إلقاء مخلفات الغسيل في البحار والمحيطات مخلّفةً وراءها مكاره صحيّة تسبّب موت الكائنات الحية البحرية، وتضرُّر أو موت السلسلة التي تتغذى على هذه الكائنات، وتُعتَبر حادثة شواطئ كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية -التي حدثت في نهاية الستينات- من أشهر الحوادث لتسرب البترول ومشتقاته إلى المحيطات؛ من خلال تسرُّب زيت البترول أثناء عمليات البحث والتنقيب عنه؛ إذ ترتّب على ذلك تكوُّن بقعةٍ كبيرة الحجم من الزيت على سطح المحيط الهادئ قُدِّر طولها 800 ميل؛ ممّا أدّى إلى موت أعدادٍ لا تُحصَى من طيور البحر، والأسماك، والدرافيل، والكائنات البحرية. الأسمدة الكيماوية: تنقسم الأسمدة الكيماوية المُستخدَمة في الزراعة إلى نوعين: الأسمدة العضوية: وهي الأسمدة الناتجة عن مُخلّفات الإنسان والحيوانات والطيور؛ إذ تُعدّ هذه الأسمدة من الأسمدة التي تزيد من قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء. الأسمدة غير العضوية: وهي الأسمدة التي يصنعها الإنسان من مركباتٍ كيميائيةٍ بهدف زيادة إنتاج الأراضي الزراعية، وبالرغم من ذلك فهي تؤدي إلى تلوّث التربة؛ حيثُ أثبت عددٌ من المهتمين بالزراعة في بريطانيا عن طريق استعمال كميةٍ كبيرةٍ من الأسمدة الكيماوية أن محصول الفدّان الواحد لا يزيد مع زيادة استخدام الأسمدة الكيميائية؛ وذلك لأنّ الأسمدة الكيميائية تؤدّي إلى تغطية التربة بطبقة غير مسامية، والتي تمنع امتصاص الأرض لمياه الأمطار، بينما يقل احتمال أن تتكوّن هذه الطبقة عند استخدام الأسمدة العضوية. حلول تلوّث الماء يوجد العديد من الحلول للتقليل من تلوّث المياه والذي يؤثر على الأحياء المختلفة التي تعيش في البيئة ، منها ما يأتي:[٣] المعالجة المناسبة للمياه الملوثة من خلال بناء المنشآت اللازمة لذلك. وضع القوانين والتشريعات اللازمة للمحافظة على مصادر المياه من التلوث والاستغلال السلبي. نشر الوعي الخاص بالمحافظة على المياه من التلوث. رصد المسطحات المائية المغلقة كالبحيرات، وغيرها من المصادر كالأنهار والبحار والمحافظة عليها لمنع وصول أي مواد ضارة إليها.
-
صفات الأنبياء والرسل أنهم من البشر: هم يأكلون ويشربون وينامون ويموتون، وجميع خصائصهم كخصائص البشر العاديين، وهذه حجةٌ عظيمةٌ من الله تعالى ...
-
رساله شكر بسم الله الرحمن الرحيم إلى معلمتي أتقدم إليكم وكلّي فخر وعرفا...
-
كان لـ يوسف عليه السلام أحد عشر أخاً، وكان أبوه يحبه كثيراً. وذات ليلة رأى يوسف في منامه أحد عشر كوكباً والشمس والقمر له ساجدين. فقص على وا...